- نساء الإخوان خط أحمر.. والتجاوز في حقهن أمر ليس بالهيِّن .
- التضييقات الأمنية لن توقف مسيرتنا.. والتغيير قادم لا محالة .
- دور المرأة في مجلس الشعب لا يختلف عن دور الرجل .
حوار: إيمان إسماعيل وطه عبد الرحمن
لها باع في دورات التنمية البشرية، والدعوة الإسلامية، والعمل الخيري، كما أن لديها خبرة واسعة في مجال التعليم، وهي حاصلة على ليسانس تربية لغة إنجليزية عام 1986م، وحاصلة على ليسانس آداب لغة إنجليزية عام 1988م.
وحصلت على دبلوم تربوي في مناهج وطرق التدريس عام 1989م، بالإضافة إلى حصولها على دبلوم تربوي في التاريخ عام 1990م، بالإضافة إلى حصولها على دبلوم تربوي في الصحة النفسية عام 1991م، ودبلوم آخر في معهد إعداد الدعاة للعلوم الشرعية عام 1995م، فضلاً عن حصولها على دبلومة في تدريب المدربين بكلية التجارة عام 2006م، وحضَّرت دراسات عليا (ماجستير) في التربية الإسلامية، وهي عضوة نشطة بالجمعيات الخيرية ومجالات العمل التطوعي، وتعمل في مجال الترجمة والتدريب.
هي سهام عبد اللطيف اليماني الجمل، والشهيرة بسـهام الجمل مرشحة جماعة الإخوان المسلمين بمحافظة "الدقهلية" على مقعد الكوتة في انتخابات مجلس الشعب 2010م، وهي كذلك زوجة الدكتور محمد عبد الرحمن عضو مكتب الإرشاد، والتي تحملت مأساة اعتقال زوجها أكثر من مرة؛ ما منحها قدرة خاصة على مواجهة الصعاب والعقبات.
بداية ما هي آخر تطورات أوضاع العملية الانتخابية بالمحافظة بعد بدء مرحلة الدعاية؟
على الرغم من بدء الحزب الوطني دعاياته قبل المرحلة الرسمية للدعاية الانتخابية، فإنه لم يواجه أي معوقات، بل تُفسَح له الطرقات وتُذلَّل له كل المعوقات، أما الإخوان- وأنا واحدة منهم- فيواجهون تضييقات غير عادية، رغم تحركنا بشرعية كاملة، فآخر تلك الانتهاكات المتتالية حدثت في مسيرة أمس بالمنصورة بشارع السلخانة؛ حيث فضَّها الأمن بالاستعانة بالبلطجية، وباستخدام الأسلحة، على الرغم من سلمية مسيرتنا وشرعيتها.
خط أحمر
وهل طالت تلك الاعتداءات النساء سواء المرشحات أنفسهن أو أنصارهن؟
بفضل الله لم تصل إلى ذلك الحد في محافظتنا إلى الآن، ولا نعلم ما خطط النظام المستقبلية، ولكننا حذَّرنا ونستمر في تحذيرنا من أن نساء جماعة الإخوان المسلمين خط أحمر، ومن يقترب منهن فسيتذوق وبالاً هو في غنى عنه، وسيكون هناك ردُّ فعل قوي على ذلك.
ولماذا يستخدم النظام ذلك الأسلوب ضد مرشحي الإخوان من وجهة نظرك؟
لأنه يريد أن يكسر شوكة الإخوان التي تتزايد يومًا تلو الآخر، ويريد أيضًا أن يبعث رسالة إلى الشعب بأن ييأس ويستكين ويستسلم بأن التزوير واقع لا محالة من تلك الأيام، فما باله بيوم الانتخابات؟، وأنا أدعو الشعب وأناشده أن يواجه تلك المواقف، وألا يستسلم لتلك الرسائل المحبطة، بل عليه المشاركة بكلِّ ما أوتي من قوة.
ألا ترين أن المواطنين قد يؤثر فيهم ذلك العنف وتلك الانتهاكات؟
ما لمسناه خلال جولاتنا المتعددة أن الأهالي سئموا أفاعيل النظام وحكومته، ويودون تغييرها رأسًا على عقب، ويعلقون أمالاً عريضة على جماعة الإخوان المسلمين؛ حيث منهن مَن قَابلتنا بالزغاريد، ومنهم من أكد لنا انتخابنا حتى لو أعيدت الانتخابات 4 مرات أو أكثر، ومنهم من كان مقاطعًا للانتخابات في
السنوات الماضية، وسيقوم بالمشاركة في تلك الانتخابات لانتخاب الإخوان.
الأمل فى الشعب
وهل هناك أي مبشِّرات أخرى على الطريق؟
نعم، فقد كنت في إحدى القرى تسمى "الحواوشة" منذ عدة أيام، وأكدت لي الأمهات أنهن سيحمين اللجان وصناديق الانتخابات بأنفسهن، وهو ما يؤكد أن
الأمل في الأمة ما زال كبيرًا، لما يتوافر في تلك الأمهات الريفيات ذلك المفهوم، فالناس في الشارع تريد أن يسود الإسلام وأن يحكم الأرض من جديد.
ما هي خبراتك ومؤهلاتك التي دفعتك لخوض انتخابات مجلس الشعب؟
بفضل الله منذ أن كنت طالبة في المرحلة الثانوية ولي اهتمام بأحوال المجتمع وأحوال الآخرين من حولي، وعندما دخلت الجامعة اشتركت في الأسر الطلابية والأنشطة الخدمية والسياسية التي كانت موجودة في هذا الوقت، وكان لي أنشطة كثيرة في هذا المجال، وبعد التخرج عملت في الجمعيات الخيرية الخدمية، وكنت أقوم بدور كبير في حلِّ المشكلات التي تقابلني عند أفراد المجتمع قدر المستطاع، فقد كنت أبذل الوسع والجهد والطاقة؛ لأقدم أي دور يخدم الآخرين، وكنت سعيدة بهذا الدور جدًّا.
عندما كنت أقدِّم خدماتي على المستوى المحلي، وجدت أن القرارات المركزية هي التي تسبب المشكلات المتفشية في المجتمع، والتي بسببها ساءت الأوضاع أكثر، خاصةً من سياسات الحكومة الفاشلة، ولذلك كان لا بدَّ من الدخول في هذا المستوى الأعلى؛ للمشاركة في سَنِّ القوانين التي تخدم المواطنين، وتيسير حياتهم؛ لأن من حقِّ كل مواطن أن يعيش في تنمية وعدالة ورفاهية؛ لأن الله كفل لهم حياتهم.
ولكن الجو السائد في الحياة السياسية لا يساعد الرجال على المنافسة الشريفة، فكيف سيساعد النساء لا سيما الملتزمات أمثالكن؟
الحياة السياسية الفاسدة لا بدَّ أن يكون لنا دور في إصلاحها، سواء كانوا رجالاً أو نساءً، كلُّ فردٍ له دور يقوم به للتغيير والإصلاح، بل إن المرأة لها الدور الأكبر في المجتمع، فهي الطبيبة، وهي المُدَرِّسَة، وهي الأم، وهي الزوجة، وهي الفرد الأكبر في الأسرة؛ وبالتالي هي التي تشعر بمشكلات الأسرة، ومشكلات البطالة عند أولادها، ومشكلات بناتها الذين تأخروا عن الزواج، بالإضافة إلى مشكلات بناتها اللاتي يجهزن أنفسهن للزواج.
كما أن المرأة في الإسلام منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم كان لها دور في الجهاد وفي المعارك، وكان لها دور في التشريع، فضلاً عن دورها القوي في المجتمع، فالسيدة عائشة علَّمت 232 من الرجال، و78 من النساء، والسيدة أم سلمة علَّمت 78 من الرجال و23 من النساء، وكان لهن دور في تعليم الصحابة دينهم، فالمرأة منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم كان لها دور قيادي في الأمة، ويوم أن تنازلت المرأة عن دورها في المجتمع وأحواله وصلت إلى الحالة المتردية التي نحن فيها الآن.
لا للوطنى
وما برنامجكم الانتخابي الذي يدفع الناخبين إلى اختياركم دونًا عن غيركم؟
دور المرأة في مجلس الشعب لا يختلف عن دور الرجل، فهو دور تشريعي ورقابي، وهو نفس دور الرجل تمامًا، فالإخوان المسلمون معروفون بمنهجهم الوسطي المعتدل، وأنهم أكثر الناس وطنية، وأكثرهم حبًّا لبلدهم، فهم أكثر الناس دفاعًا عن مصالح المواطنين، وأكثرهم تضحية بأموالهم، وصحتهم وجهدهم في سبيل إصلاح وتغيير هذا البلد.
وإخواننا الـ88 نائبًا في الدورة البرلمانية السابقة، ضربوا لنا أروع المثل في ذلك، فقد قاموا بدور غير عادي على الجانب الخدمي لمجتمعهم، وعلى جانب إظهار الفساد المستشري، وتقديم المشاريع والقوانين التي تُصْلح البلد، وتَصْلُح في مختلف الميادين، فالناس رأت هذا الدور رغم التعتيم الإعلامي لهذا الدور.
هناك مَن يدعو إلى أن تختار الجماهير نائب الحزب الوطني؛ لما تيسره الحكومة من خدمات لنائب الوطني، وعلى النقيض تعوق كلَّ التحركات أمام نائب المعارضة!.
لا أوافق على ذلك التفكير مطلقًا؛ لأن الشعب ما اختار في يوم أن ينتخب نائب الحزب الوطني؛ لأن الشعب المصري لو كان يختار الحزب الوطني بإرادته دون أن تتم رشوته أو إجباره، فلن يضطر الحزب الوطني أن يقطع ملصقات ودعايات مرشحي الإخوان، ولن يقوم باعتقال العشرات من أنصار مرشحي الإخوان وأنصارهم.
فلو كان المجال مفتوحًا لما تسترت الحكومة واحتمت بالأجهزة الأمنية، فهي تهاجم مرشحي الإخوان وتقوم بالدعاية والإعلان لهم؛ لأن الشعب يختار الإخوان وليس الحزب الوطني.
فكيف ننتتخب الحزب الوطني، الذي يدير البلد لصالح نفسه فقط، ويعطي الفتات للشعب، وكل أموال البلد منهوبة لصالح رجال الأعمال والعصبة المحيطة به؟.
وماذا عن المشكلات التي تواجهك من قِبَل الناخبين؟
الحقيقة كان في ذهني قبل بدء المرحلة الانتخابية أنني سألقى مشكلات كبيرة جدًّا من الشارع، ولكني فوجئت بغير ذلك؛ حيث وجدت غير ذلك تمامًا، فوجدت أن الرجل الريفي البسيط يرحِّب بمرشحة الإخوان، حتى إن المرأة الريفية تقول نحن معكم وسنفديكم بدمائنا.
فنزولي إلى الشارع خلق تجاوبًا غير عادي مع الناخبين، لما لمسناه من تأييدهم الشديد للمرأة المسلمة الملتزمة ذات السمت الإسلامي؛ لأن المجتمع كله يحتاج إلى الإسلام.
هل استطعتِ أن تتعرفي على مشكلات دائرة "الكوتة" رغم أنها تتكون من 8 دوائر؟
أنا نزلت إلى حوالي ثلاثة أرباع المحافظة تقريبًا، ووقفت مع ناس كثيرة من مختلف الشرائح والحمد لله أن أعاننا الله كثيرًا، فتواصلنا مع الناس جميعًا، وكل مكان نذهب إليه يكتب أهلها المشكلات التي يعانون منها، ويعطيها لنا، فهم لديهم الثقة في قدرتنا على توصيل صوتنا إلى مجلس الشعب، وعندي أمل أنني سأقوم بهذا الدور.
مشكلات بالجملة
وما أبرز مشكلات دائرة "الكوتة"؟
أبرز المشكلات في الدائرة هي عدم رصف الطرق، فأغلبيتها سيئة جدًّا؛ لأن أغلب البنية التعليمية في الأماكن مدمرة، وشاهدت أكثرها بنفسي، فحالة الفقر المدقع الذي يعاني منه أغلب الأسر، فالريف خاصة يعاني من مياه ليست نظيفة، ولا تصل إلى بعض الأماكن، بالإضافة إلى أن الكهرباء ضعيفة، كما أن المواصلات صعبة جدًّا، بالإضافة إلى التكدُّس المروري غير العادي، ودائمًا ما يعاني منه الطلاب في الانتقال إلى المدارس والجامعة، فضلاً عن التدهور الصحي في حالة المستشفيات؛ خاصةً من يحتاج إلى الانتقال إلى أماكن بعيدة حتى يجد الخدمة الصحية، بالإضافة إلى بطالة الشباب، وغلاء السلع الأساسية.
هل تعتقدين أن 8 دوائر بها 16 نائبًا منذ عشرات السنين لم يستطع هؤلاء حل تلك المشكلات لديك القدرة على حلِّها؟
أنا لا أدعي أنني أملك القيام بدور الحكومة؛ لأن حل هذه المشكلات هي المهمَّة الأساسية للحكومة، وفي الدول المحترمة تحاسب الحكومة من قِبَل نواب الشعب، وتُقَال الحكومة من المجلس إذا لم تقم بحل هذه المشكلات، ولكن الأمر أصبح فيه فساد من حزب مهيمن على البلد بالتزوير؛ لأنه يملك السلطة ويسخرها لمصلحته فلم يعد يعمل لخدمة الشعب؛ لهذا اضطر نواب الإخوان إلى محاولة تخفيف الأعباء ومشكلات الناس قدر المستطاع ومحاولة دفع المسئولين حتى يعطوا هذا الشعب المسكين أي جزءٍ من حقوقه وحَثِّ الحكومة على تقديم الخدمات لهم، وحَثِّ القوى الوطنية على أن تتكاتف في حل هذه المشكلات.
وما الأساس الذي بُني عليه البرنامج الانتخابي؟
بناءً على دراسة أعدَّتها جماعة الإخوان المسلمين وفيها برنامج انتخابي، هذا البرنامج جزء منه مدروس على كلِّ النواحي السياسية والاقتصادية والتعليمية وكلِّ المجالات، وهذا البرنامج موضوع من قِبَل متخصصين في كلِّ المجالات وقائمة على المنهج العلمي، كما أن الدائرة لها احتياجات كما ذكرت لك ستكون من أولويات برنامجنا الانتخابي.
مواجهة السلبية
وما تأثير الدعاية السلبية في الناخبين في دائرتك لا سيما بعد مسلسل الجماعة؟
الحقيقة لم ألمس أي أثر للدعاية السلبية التي قام بها الحزب الوطني إطلاقا، بل قابلت أفراد من قرية أتميدة، فقالوا إن الشباب أصبحوا يبحثون عن كتب الإمام البنا، وهؤلاء شباب لم يكن لهم أية صلة بالإخوان فقد جاءت نتيجة هذا المسلسل نتيجة عكسية، حتى قرأت أن المكتبات زادت مبيعاتها، فمكتبة مدبولي أعادت طباعة مذكرات الدعوة والداعية أكثر من مرة ودار الطباعة والنشر طبعت الكتب مرة ثانية؛ لأن المسلسل كان يذاع على القنوات الأرضية والناس لا تثق في القنوات الأرضية الحكومية والناس لمست تعامل الإخوان معهم في دوائرهم والناس تثق فيهم؛ لأن معاملتهم حسنة يؤدون لهم خدمات ويقضون لهم مصالحهم لهذا هم يعرفون أنها دعاية مزيَّفة.
هل ترين من وجهة نظرك أن المرأة يمكن أن تغير في المجلسالقادم؟
هذا يتوقف على توجه المرأة إذا كانت داخلة للتغيير والإصلاح ستقوم بدورها- إن شاء الله- أما إذا كانت داخلة لأغراض دنيوية لن تقوم بأي دور مثلنواب الحزب الوطني، فلو ترشحت من أجل هدف ستقوم بالدور من هذا الهدف، الفيصل الأداء في مجلس الشعب والناس سيحكمون على النواب، أما الدعاية الآن فلا يُبنى عليها إلا من كانت الناس تعرف صلاحه وتوجهاته.
رسالة أخيرة تحبين توجيهها
أوصي أهل دائرتي، وأبناء كل الدوائر الأخرى، أن يخرجوا يوم الانتخابات للتصويت؛ لأن صوتهم أمانة سيسألون عنها، ولأن مصر الآن تمر بمرحلة تاريخية فاصلة، سيتوقف عليها مستقبل الأمة بأكملها، فعليهم التمسك بحقوقهم لآخر لحظة.